الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الجمعة، 29 يونيو 2012

تكست - العدد 18 - عن القصة الحديثة .. التي علمتنا فن الكتابة رؤية فهد العتيق من السعودية


 

القصة القصيرة هي جوهرة الفن السردي الحديث .. واذا كانت الرواية والقصيدة تكتب منذ مئات السنين بطريقة تقليدية ..  فان القصة القصيرة هي التي علمتنا كيف نستطيع أن نقول في عبارة ما كان يقال في صفحات .. وهي التي علمتنا كيف نجعل اللحظة القصصية مشهدا كاملا تحسه وتسمعه وتراه وتعايشه ..  كأنه أمامك في الحارة أوفي البيت أوفي الحجرة  .. ومن وجهة نظري الشخصية فان الروايات المكتوبة بروح القصة هي الروايات الأكثر تحققا وأكثر تعبيرا عن الصدق الفني أو العفوية الفنية والأدبية  .. عكس كثير من الروايات التي حين تقرأها تشعر أنها كانت تبحث عن موضوع كبير من أجل البناء فوقه ما يشبه الرواية .. فوقعت في اشكالية التكلف والافتعال والمبالغة والتشابه مع كتابات أو روايات سبقتها .. هذا يقربنا من مصطلح التجاوز الابداعي الذي يعتبر شرطا للكتابة الادبية الحديثة .. ..... ...... للمزيد




النص 
سارة قالت هذا ....
فهد العتيق
السعودية

قالت رأيها ثم مضت, بعد أن ضغطت على جبهتي بطرف إصبعها الدقيق.
قالت ذلك بتعبير وجه محايد لكن فيه جمال .
كنت في الغرفة أتأمل عين امرأة تبحلق في وجهي المتعب والغامض.
عين والهة , ليست عين آلهة , عين حزينة , عين واعدة , عين .. حالمة.
تشعر أحيانا أن عيون النساء مثل قطعة ليل , قطعة موسيقى , قطعة وله , قطعة … حب , قطعة فن .
كنت أتأملها , حين تذكرت الموقف .
في ذلك المساء الواسع والخفيف مثل حلم .. مثل روح .. مثل حب .. قالت : قصائدكم وقصصكم فصيحة جدا وغامضة وبلا نهاية , ثم ضغطت على جبهتي برفق موح , ومضت, مضت لتصحيح دفاتر طالباتها , مضت تعلمهن كيف يكتبن أسماءهن . حاولت القول لها, أن أشياء كثيرة غامضة في حياتنا , لكنها كانت مشغولة , فرحت بانشغالها لأن إجابتي لم تعجبني , كانت إجابة باردة , في المساء أخذت واحدا من دفاترها , رسمت على ورقته الأخيرة سيارة تقودها امرأة غير محجبة وكتبت : ( سيارة سارة) , وفي خلف الورقة كتبت لها اعترافاتي : نحن نعاني في المدرسة وفي الشارع وفي المستشفى وفي الحارة من ملل المساءات المتشابهة لكننا لم نكتب حتى الآن عن هذا.. ..... ...... للمزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق