الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الجمعة، 29 يونيو 2012

لعنة القص.. سيزيف سعيدا كتب الخير شوار - الجزائر



كثيرا ما يحيرني السؤال: لماذا تكتب القصة القصيرة،  ثم ما مفهومك لها؟ وأعتقد أن سؤال القصة كسؤال الكتابة نفسها، يتورط فيها المرء في مرحلة من حياته وسرعان ما ينسى السؤال والجواب. وسؤال مفهوم القصة كنت قد تناقشت بشأنه في جلسة مع الروائي الراحل الطاهر وطار، الذي كان وفيا لكتابة القصة القصيرة إلى أواخر أيام حياته وأصدر في سنين حيياته الاخيرة مجموعته "يوم مشيت في جنازتي ومشى الناس" ولم تحظ بالمتابعة الإعلامية والنقدية اللازمة مثلما حظيت كل رواياته، لقد قال لي وطار بلغة شعبية بسيطة وبيقين صارم، إن فن القصة القصيرة يشبه ''برج الدلاع '' الذي يحتوي على كل عناصر البطيخة دون أن يكون البطيخة نفسها، وهو عكس البطيخة الصغيرة مثلما يتصور البعض ومن المحتمل جدا أن تكون مرّة المذاق، إنه التعريف الذي بقي في ذهني ممزوجا بحميمية خاصة دون التعريفات الأكاديمية المعروفة التي تعيد هذا اللون من الفن إلى القرن التاسع عشر مع تشيكوف وموباسان.... للمزيد




النص 


Game over

الخير شوار
الجزائر
 
كانت سارة تشبه الدمى بشكل عجيب.. شعرها ذهبي ووجهها دائري، وعيناها الزرقاوان تشبهان كريتين تلمعان، وقوامها دميوي ساحر عجيب، حتى يحتار الغريب الذي يراها إن كانت من البشر أو من الدمى المتطورة، وكانت أمها تحرص على تزيينها بطريقة الدمى الجميلة، بالعناية بتفاصيل تزيينها حتى أصبح ذلك الأمر هوايتها الأولى ولعبتها المفضلة، أما سامي شقيقها فقد كان يعشق اللعب ولا يتصور حياة بدون لهو، ولم تكن لعبته المفضلة إلا شقيقته الصغرى تلك، صاحبة الأربع سنوات، التي كانت تكبر مع الأيام وكأنها دمية كبر حجمها شيئا فشيئا بالنفخ فيها.
وفي يوم زينت الوالدة سارة، وهندمتها كدمية متجددة، ثم لعب بها شقيقها سامي وقتا طويلا ولم يمّل تلك اللعبة التي تتجدد باستمرار وتكبر مع الأيام، وتغيّر هندامها بطريقة لا يجدها في أي دمية أخرى في الدنيا، وعند منتصف اليوم، خرجت الوالدة وولدها سامي ولعبتهما الطفلة سارة، في جولة بين أروقة سوق اللعب المختلفة الأشكال والألوان، ولما صال الجمع بين تلك الأروقة حتى أصابهم الملل، لعلهم يشترون دمية جميلة للطفلة سارة، ولما كادت الوالدة وولدها سامي ييأسان من ذلك، وقع بصر الجميع على دمية من نوع خاص معروضة في متجر ..................
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق