قال لي أحدهم يوما: أما زلت تكتب قصة قصيرة، ألم تكبر هذه القصة
وتصبح رواية؟ وجاء شخص آخر في زمن آخر وقال: أما زلت كاتب قصة قصيرة، ألم تكبر
وتصبح روائي؟ في كلا الموقفين مضغت كلامهما وبلعته على مضض، لم يكن له طعم، ضحكت
أيضا. أعتبرت كلامهما فكاهة أو مزحة، فلا بد من مجاملتهما بضحكة. هنا يجب الوقوف
عند سؤاليهما. هل فعلا القصة كالطفلة ستنمو وتكبر وتصبح فتاة يانعة أو رواية؟ أم
أن القاص كالطفل أو الصغير سيكبر ويشب وسيكون روائي له شنب أو لحية وربما سيتفاخر
بسيجار كوبي لتدله على متاهات الحكاية. .... للمزيد
النص
ليلة
الخنجر
يحيى سلام المنذري
سلطنة عمان
لبس ناصر
دشداشته البيضاء وشعر بأنها قصرت بعض الشيء، قالت له أمه:” هل أنت مستعد للذهاب
إلى العرس؟” قال لها وهو ينظر إلى دشداشته القصيرة: “نعم أمي.. أنا مستعد..لكن من
الذي سيحضر هناك؟” ردت أمه بينما كانت تمسك مجمر البخور الفخاري الذي ينفث الدخان:
“هناك الكثير من الناس وأغلبهم أقرباؤك” شعر ناصر بحزن يسري في قلبه ولا يعرف
السبب، وضع كمته الرمادية على رأسه. وأخذ يفكر في طريقة لتطويل دشداشته..وحينما
فشل خلع كمته وقرفصها ثم حشرها في الجيب الصغير للدشداشة. لكن أمه نهرته: “البس
الكمة يا ناصر..وهيا بنا”.
وذهب مع أمه إلى بيت إسمنتي كبير أصفر اللون، مزين
بأضواء ملونة. شاهد سيارات كثيرة حول البيت، شدته أمه إلى داخل البيت، شاهد على
أحد الجدران لوحة بها خنجر وأخرى بداخلها سيف فضي فشعر بخوف. التقى هناك ببعض
أقربائه الذين كانوا من عمره، وتذكر بأن حاجزا كبيرا زرع بينهم رغم مشاركته اللعب
والضحك والجري معهم. كان البيت غاصا بالنساء اللواتي تزين ولبسن الملابس العمانية
التقليدية ذات الألوان الصارخة والمختلفة رغم سطوة اللونين الأحمر والأخضر، بينما
أياديهن تحولت إلى لوحات من الحناء، وكان الرجال خارج البيت يستمتعون بالانتظار
والثرثرة. شاهد رؤوس النساء كرات ملونة تنقذف باتجاه وجهه محاولة تقبيله، لكن فور
وصولها ترتد وتتلاشى، يغمض عينيه ويتغير المشهد إلى خناجر تتطاير وتنغرز في
الجدران
...............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق