الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

الجمعة، 29 يونيو 2012

تكست - العدد 18- السير في أرض مجهولة - رؤية وجدي الأهدل من اليمن




كتابة القصة القصيرة تشبه السير في أرض مجهولة لم يكتشفها أحد قبلنا وعلينا أن نقطعها وحدنا.. سوف نتلفت بحثاً عن الجهات الأربع فندرك أنها اندمجت في مسار واحد، مسار لا يحده الأفق ويكتنفه الضباب. التقدم صعب وعسير المنال، مع أن الطريق صالحة للسير تماماً. آلاف الأشياء الصغيرة تشدنا للخلف وتدعونا للعودة على أعقابنا.. هناك أيضاً الخوف من الفشل، ذلك الخوف الخفي الذي يسمر أقدامنا في مكانها، ويجعلها تبدو لنا في أوضاع نفسية معينة أثقل من الرصاص. سوف يخامرنا ظل من الشك ونجد أنفسنا مترددين، والكثير من الأعزاء حولنا سوف ينصحوننا بالتخلي عن هذا الطريق الذي لا تلوح له معالم على الإطلاق.. وهو بالفعل طريق يكتنفه الغموض ولا نهائي.. أي إنسان عاقل سوف يغامر بالسفر في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر ، وهو يعرف أنها رحلة بلا ضفاف، ونهايتها غير معروفة لأحد.. ......... للمزيد


النص
فرصة تعارف
وجدي الأهدل
اليمن

كنا وحدنا نحن الثلاثة على سطح القمر.
صمت القمر الجليل أدخل الرهبة في قلوبنا، وجعلنا ندرك كيف تحيا الأشجار في عالمنا.
من شرفة محطة الأبحاث المهجورة رحت أتطلع إلى كوكب الأرض، بينما انشغلت المرأة والطفل بالأرجوحة، وهي التسلية الوحيدة المتاحة على سطح القمر.
ثبّتُ بصري على الوطن الأم الذي بدا لي كقرص خبز مأكول أكثر من نصفه، وأنا آمل أن أرى أية دلائل تشير إلى وجود حياة على سطحه. كنت أحدق بتركيز شديد غير مُصدق أن مليارات من البشر بسياراتهم وطائراتهم ومصانعهم وناطحات سحابهم يقبعون هناك ولا يمكن ملاحظتهم من موقعنا هذا على الإطلاق.
بدت لي الأرض نفسها مقلوبة، جنوب إفريقيا في الأعلى، وأوروبا في الأسفل، ولونها بنفسجي غامق مائل للزرقة وبقع فضية لامعة تتموج.
نظرت إلى قدميّ وانتابني شعور بالحرج، لأنني لم أكن ألبس حذائي.. تقدمت المرأة مني وهي تحمل فردتي الحذاء، وقفت أمامي مبتسمة، جرى الطفل الذي يناهز عمره الستة أعوام وأخذ منها فردتي الحذاء وانحنى وأدخلهما في قدميّ. أخجلني الطفل بتصرفه حتى أنني نسيت أن أشكره. لمس الطفل كفي بشفتيه، تذوق جلدي كطباخ يختبر مقدار الملح في طبخته:
ـ عندما تضع حياتك في أرجوحة فخذ حذرك عندما تؤرجحها، لكي لا تصطدم بك عند رجوعها فتلقي بك أرضاً على قفاك!......... للمزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق